باستثناء النسخة الرابعة في البرازيل 1950 التي تم حسم اللقب خلالها لمصلحة منتخب أورجواي بعد دوري من دور واحد مع الثلاثي البرازيل والسويد واسبانيا، سيحمل نهائي النسخة التاسعة عشرة لأهم وأكبر بطولات كرة القدم في العالم الرقم 18.
سبعة عشر مباراة نهائية في تاريخ دٌرة البطولات العالمية شهدت تحقيق 15 فوزاً وتعادلين واهتزت الشباك خلالها في الأشواط الأصلية والإضافية بـ 65 هدفاً.
ومابين نهائي لاتيني – لاتيني شهده ملعب سينتيناريو في العاصمة الأورجويانية مونتفيديو في 30 يونيه من العام 1930 بين أصحاب الأرض والمنتخب الأرجنتيني وحتى نهائي هذه النسخة الذي صبغة الأوربيون بألوانهم للمرة الثانية علي التوالي
ببلوغ المنتخبين الهولندي والأسباني للنهائي الحلم الذي يشهده ملعب سوكر سيتي بمدينة جوهانسبرج الجنوب افريقية مساء الأحد 11 يوليو 2010، ها نحن نستعرض معكم أهم ظواهر وأرقام و إحصاءات ومفارقات المباراة النهائية لكأس العالم علي مدار 80 عاماً.
1- سيكون الدولي هارد ويب رابع حكم إنجليزي يدير اللقاء الأهم طوال تاريخ كأس العالم بعد أن سبق لمواطنيه جورج رايدر أن أدار لقاء البرازيل وأورجواي علي لقب النسخة الرابعة بالبرازيل 1950 ثم كان وليام لينج حاضرا في نهائي نسخة سويسرا بين ألمانيا والمجر 1954، ليعود بعدها بعشرين عاماً جون تايلور لإدارة نهائي ألمانيا الغربية وهولندا 1974.
2- رغم خروجه من نصف نهائي هذه البطولة أمام المنتخب الأسباني في اللقاء الذي شهده ملعب الجرين بوينت في كيب تاون بعد خسارته بهدف بويول الرأسي،
سيبقي المنتخب الألماني صاحب المقام الرفيع في بلوغ المباراة النهائية برصيد 7 مرات، كانت بدايتها في النسخة الخامسة في سويسرا 1954 وأخرها في النسخة قبل الماضية في كوريا واليابان 2002 ونجحت" الماكينات" في الفوز بـ 3 ألقاب.
3- من جانبه ورغم خروجه من ربع النهائي أمام هولندا سيظل المنتخب البرازيلي أنجح منتخبات العالم في تحقيق نتائج إيجابية في المباراة النهائية، حيث بلغ "سحرة الأمازون" النهائي 6 مرات حققوا خلالها 5 ألقاب و لم يفشلوا إلا مرة واحدة أمام فرنسا (0-3) في نهائي النسخة السادسة عشرة عام 1998.
4 - ثلاث نهائيات فقط تم حسم اللقب خلالهما بعد وقت إضافي الأولي كانت بين إيطاليا وتشيكوسلوفاكيا في النسخة الثانية بإيطاليا 1934 وفازت إيطاليا (2-1) بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل بهدف لمثله،
والثانية كانت بين إنجلترا وألمانيا في نهائي النسخة الثامنة بإنجلترا عام 1966 وفاز خلالها أصحاب الأرض أيضا ً(4-2) بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل (2-2)، والثالثة كانت في النسخة الحادية عشرة بالأرجنتين عام 1978 وابتسم فيها الحظ كالعادة لمنتخب البلد المستضيف
وفاز "راقصو التانجو" علي المنتخب الهولندي (3-1) بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل (1-1).
5 - من ناحيتها كانت ركلات الترجيح حاضرة في مناسبتين كان المنتخب الإيطالي القاسم المشترك فيهما، حيث خسر رفاق فرانكو باريزي لقب النسخة الخامسة عشرة أمام زملاء كارلوس دونجا ( 2/3) بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي للقاء الذي شهده ملعب روز بول بلوس انجلوس عام 1994 بالتعادل السلبي، بينما حسم رجال المدرب مارشيلو ليبي لقبهم الرابع علي حساب فرنسا في نهائي النسخة الماضية الذي شهده الملعب الأولمبي ببرلين (5/3) بعد انتهاء اللقاء في شوطيه الأصليين والإضافيين بالتعادل بهدف في كل شبكة.
6 - يبقي نهائي النسخة الثامنة الذي شهده ملعب ويمبلي في العاصمة الإنجليزية لندن الأهم والأكثر إثارة للجدل، لا علي صعيد الخطأ التحكيمي الفادح من حكم الساحة السويسري دينست جوتفريد ومساعده السوفيتي توفيق باخراموف في كرة جيف هيرست التي لم تتخطي خط مرمي المنتخب الألماني، ولكن لأن هذا الهدف ساهم في انفراد النجم الإنجليزي بكونه الوحيد الذي تمكن من تسجيل 3 أهداف في المباراة النهائية.
7- فيما يخص النهائي الأكثر علي صعيد تسجيل الأهداف يأتي نهائي النسخة السويدية عام 1958 بين أصحاب الأرض والمنتخب البرازيلي في المرتبة الأولي برصيد 7 أهداف (فازت البرازيل 5-2)، ثم تتساوي 3 مباريات في المركز الثاني بستة أهداف وهي نهائي النسخة الأولي بين أورجواي والأرجنتين ثم نهائي النسخة الثانية بين ايطاليا والمجر وأخيرا نهائي النسخة الثامنة بين إنجلترا وألمانيا الغربية، المواجهات الثلاث انتهت بفوز الطرف الأول - صاحب الأرض- بنتيجة (4-2).
8- إذا كان ملعب الماركانا الشهير في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية يحمل الرقم القياسي علي صعيد الحضور الجماهيري في المباراة الختامية، حيث حضر مباراة البرازيل وأورجواي 174 ألف متفرج عام 1950، فإن ملعب الأزتيك الشهير في العاصمة المكسيكية مكسيكو سيتي هو الوحيد من بين كل ملاعب العالم الذي شهد إقامة مباراتين نهائيتين علي أرضه الأولي بين البرازيل وإيطاليا 1970 (4-1) والثانية عام 1986 بين الأرجنتين و ألمانيا الغربية (3-2).
9 - نجم منتخب أوروجواي بابلو دورادو كان أول من هز الشباك في المباراة النهائية الأولي بين بلاده ومنتخب الأرجنتين (30 يونيه 1930) عندما أحرز هدف التقدم في مرمي الحارس الأرجنتيني جوان بوتاسو بعد 12 دقيقة من صافرة البداية وفازت أورجواي (4-2)، أما المدافع الإيطالي ماركو ماتيراتزي فقد كان أخر من هز الشباك في نهائي النسخة الماضية بألمانيا( 9 يوليو 2006) عندما أحرز برأسه هدف التعادل في مرمي الحارس الفرنسي فابيان بارتيز في الدقيقة 19.
10- إقامة المباراة النهائية لهذه النسخة في 11 يوليو يتكرر للمرة الثانية في تاريخ كأس العالم بعد 28 عاماً من النهائي الأوروبي الخالص بين إيطاليا و ألمانيا الغربية (3-1) الذي شهده ملعب سنتياجو برنابيو و حضره 90 ألف متفرج.
11- من بين العديد من الحكام العرب الذين شاركوا في إدارة نهائيات كأس العالم بداية من المصري يوسف محمد الذي شارك في إدارة مباريات نسخة إيطاليا 1934 وحتى السعودي خليل جلال الغامدى الذي شارك في هذه النسخة، يبقي اسم سعيد بلقولا خالدا في ذاكرة التحكيم العربي والأفريقي والعالمي، حيث نجح الدولي المغربي بامتياز في إدارة نهائي النسخة السادسة عشرة بين فرنسا والبرازيل علي ملعب فرنسا الدولي في ضاحية سان دونيه في يوليو 1998، لا ننسي كذلك الإماراتي علي بوجسيم والمصري جمال الغندور اللذان يعدان من أكثر الحكام في تاريخ المونديال إدارة للمباريات حيث أدار بوجسيم 7 مباريات و الغندور 6.
12- إذا كان الرباعي الأوروبي هولندا، تشيكوسلوفاكيا، المجر والسويد قد تمكنوا من بلوغ المباراة النهائية ولم ينجحوا في التتويج ولو لمرة واحدة رغم بلوغ الثلاثي الأول النهائي مرتين ( المجر 38 و 54) تشيكوسلوفاكيا (34 و 62) هولندا (74 و 78)، فإن منتخب انجلترا هو المنتخب الأوروبي والعالمي الوحيد الذي حقق نسبة نجاح 100% في النهائي حيث بلغه مرة وحيدة حقق خلالها لقبه الوحيد علي حساب ألمانيا الغربية عام 1966.
13- منتخبا البرازيل وايطاليا لا يحتلان المركزين الأول والثاني علي صعيد التتويج بلقب المونديال برصيد 5 و4 بطولات علي الترتيب فحسب، بل هما المنتخبان الوحيدان اللذان تمكنا من التتويج بالبطولة مرتين متتاليتين "الأزوري" علي أرضه 1934 وفي فرنسا 1938 و "راقصي السامبا" في السويد 1958 ثم تشيلي 1962.
14- إذا كان السداسي أوروجواي 1930، ايطاليا 1934، انجلترا 1966، ألمانيا الغربية 1974، الأرجنتين 1978 وأخيراً فرنسا 1998 قد رفضوا خروج اللقب لأحد ضيوفهم وتوجوا به بين أنصارهم، فإن المنتخب الجنوب إفريقي هو الوحيد الذي لم ينجح في تجاوز الدور الأول رغم إقامة البطولة علي أرضه وبين أنصاره المتحمسين، الحديث عن نجاح الدولة صاحبة الضيافة في التتويج يقودنا لرقم البرازيل الذهبي حيث حقق" السليساو" ألقابه الـ 5 خارج قواعده.
15- نتيجة (4-2 ) و(3-1) هما الأكثر تحققا في المباراة النهائية لكأس العالم حيث انتهت بهما 6 مباريات.
16- فوز احد طرفي النهائي بفارق ثلاثة أهداف علي منافسه علي اللقب هو الأكبر طوال تاريخ المباراة النهائية وتحقق ثلاث مرات كان منتخب "السلسيساو" طرفاً في جميعها، حيث نجح رفاق بيليه وزجالو في الفوز علي منتخب السويد علي أرضه وبين جماهيره (5-2) في نهائي النسخة السادسة عام 1958 ثم كان لقبه الثالث علي حساب ايطاليا في المكسيك 1970 وفاز (4-1)، وكان عليه بعدها بـ 28 عاما أن يتجرع من نفس الكأس عندما خسر من فرنسا بنفس الفارق (0-3 ) في نهائي النسخة السادسة عشرة بفرنسا.
17- أن تسجل هدف في المباراة النهائية فإنك تخلد اسمك مع عظماء النجوم علي مر التاريخ، فما بالنا لو سجلت هدفين ؟ النجوم، الفرنسي زين الدين زيدان والأرجنتيني ماريو كامبوس والالماني هيلموت راهن والايطاليين جينو كولاسي و سلفيو بيولا والبرازيليين بيليه وفافا ورونالدو فعلوا هذا الأمر وكتبوا أسماءهم بحروف من نور في أهم لقاء يخوضه أي نجم في العالم.
18- بذكر النجمين البرازيليين بيليه وفافا يخلد تاريخ نهائي كأس العالم هذين الاسمين الكبيرين الذين تمكنا من التسجيل في نهائيين للمونديال، حيث سجل فافا الهدف الثالث لبلاده في مرمي تشيكوسلوفاكيا في نهائي نسخة تشيلي عام 1962 (3-1) بعد 4 سنوات من نجاحه في تسجيل الهدفين الأول والثاني في شباك الحارس السويدي كالي سفينسون في نهائي النسخة السادسة بالسويد 1958، بدوره سجل " الجوهرة السوداء" هدفي بلاده الثالث والخامس في مرمي السويد 1958 قبل أن يعود بعدها بـ 12 عاماً ويوقع الهدف الأول في شباك الحارس الايطالي انريكو البرتوزي في نهائي نسخة المكسيك 1970 الذي فازت به البرازيل (4-1).
19- لا يعني تقدم أحد المنتخبات علي منافسه في المباراة النهائية أنه ضمن التتويج بلقب البطولة وربما يحدث العكس، كما سبق لمنتخبات تشيكوسلوفاكيا 1934 والمجر 1954 والسويد 1958 وتشيكوسلوفاكيا – مجدداً – 1962 وألمانيا الغربية 1966 وهولندا 1974 وفرنسا 2006 سبق لهذه المنتخبات أن سجلت هدف السبق أمام منتخبات ايطاليا وألمانيا الغربية و البرازيل وانجلترا وألمانيا الغربية أيضاً وايطاليا مرة أخري قبل أن ينتفض هذا الخماسي ويقلب النتيجة ومن ثم يتوج بلقب عالمي ثمين.